انفصام الشخصية: مرض مربك يتنامى داخل مجتمع منكر
تفشّي "انفصام الشخصيّة" ظاهرة شبه طبيعيّة
من جهته، تساءل الأستاذ في علم الاجتماع سامي نصر: "هل يمكن اعتبار الانفصام مرضًا عند ربطه بالوضع الحالي الذي تعيشه البلاد أم أنه أصبح ظاهرة طبيعية؟".
shareسامي نصر (أستاذ في علم الاجتماع) لـ"الترا تونس": تفشي "انفصام الشخصية" في تونس ظاهرة شبه طبيعية فالدول تشهد ما بعد الثورات جملة من الأزمات (الأخلاقية، الاجتماعية، السياسية..) وتفقد خلالها الشعوب مناعتها وتصبح عرضة لأشدّ الظواهر فتكًا
وأكّد نصر، في حديثه لـ"الترا تونس"، أنّ هذه الظاهرة "شبه طبيعيّة". فمن خلال علم الاجتماع السياسي ودراسة المجتمعات التي عاشت ثورات، فإنّ الدول تشهد ما بعد الثورات جملة من الأزمات (الأخلاقية، الاجتماعية، السياسية..) وتفقد خلالها الشعوب مناعتها وتصبح عرضة لأشدّ الظواهر فتكًا. وهذا ما عاشه المجتمع التونسي الذي فقد مناعته إبّان الثورة، ومع تعرّضه لجملة من المعلومات المتناقضة والمواقف المتضاربة فإنّ حدوث الانفصام أمر حتمي، على حدّ تعبيره.

ويضيف سامي نصر أنّ "السكيزوفرينيا" يمكن تحليلها من خلال علم اجتماع الصورة الذي يفسّر أن داخل كلّ إنسان أربع صور نمطيّة تتفاعل فيما بينها: صورة يريد الظهور عليها، وأخرى يريد إخفاءها. ويوجد أيضًا حقيقته التي تظهر في مناسبات معيّنة التي يفقد فيها الفرد آليات الدفاع (فرح شديد، غضب شديد...)، وآخر الصور هي التي تنطبع لدى الآخر. ويتمظهر التناقض الكبير بين الصورة التي يريد الفرد الظهور عليها وتلك التي يريد إخفاءها ومن هنا يبدأ الحديث عن الانفصام.
ويؤّكد محدّثنا أن "هناك العديد من العناصر المغذية للانفصام في تونس وأهمّها أزمة القيم سواء كانت تقبّلًا للآخر، التعايش، نبذ العنف، التلقائية، الصراحة..."، معتبرًا أنّ القيم هي التي تعطي للمجتمعات حصانة كي لا تتفشى الظواهر السلبية.
وختم الأستاذ في علم الاجتماع حديثه قائلًا إن: "أكثر المشاكل التي نعاني منها هي إفراز من إفرازات أزمة القيم بالإضافة إلى انفصام المواقف. ومواقع التواصل الاجتماعي خير مخبر لهذا التحليل فقد تتناقض تدوينات الفرد الواحد لدرجة أن يقول متابعوه إنّ صاحب الحساب يعاني من الانفصام أو ازدواجية الشخصيّة".
التطبيع مع مرض الفصام فيه تجنّبٌ للوصم الاجتماعي
إنّ البحث في ظاهرة الانفصام في الشخصية هو بحث متعددّ الأبعاد والأوجه من حيث كونه بحثًا في ظاهرة مركبّة تحتمل في تفسيرها أكثر من اختصاص علمي أو بحثي وأيضًا لكونها قابلة لعدة تفسيرات. وهذا ما أقرّه الباحث في علم الاجتماع محمّد القطبي الذي أكّد لـ"الترا تونس" أنّ هذه الظاهرة متطوّرة ومتنامية وذلك بالعودة إلى الدراسات الرسميّة وغير الرسمية التي تنبئ بمزيد انتشارها.
جزء من مشاركتنا في ملف حول الانفصام في الشخصية
بموقع الترا تونس
اعداد
إيمان السكوحي
share
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire