التطبيع مع المرفوض مقولة وهمية
لا يمكن للشعوب التطبيع مع ما ترفضه مهما كانت قوة المرفوض ومهما كانت درجة ضعف الرافض... كثيرا ما يفسر السكوت وتقبل ما ترفضه الشعوب على أنه تطبيعا ولكن في حقيقة الأمر المرفوض المسكوت عنه يتم تخزينه داخلنا ويخلق تلك التراكمات، ويخلق البركان الداخلي تظهر علاماته في شكل ردة فعل فردية او ظواهر اجتماعية أو انفجارا اجتماعيا... كثيرا ما نقول "القطرة التي أفاضت الكأس" ونتجاهل الكأس كيف امتلأ، عن تلك التراكمات نتحدث...
قبل 17 ديسمبر 14 جانفي كان هناك العديد من المظالم المرفوضة والمسكوت عنها لعل أبرزها عدم تكافؤ الفرص بين الجهات والأفراد... وقبل 25 جويلية كان هناك العديد من المهازل السياسية المرفوضة اجتماعيا ولكن ظن الكثير انه تم التطبيع معها إلى أن انفجر الشعب ... واليوم نعيش مرحلة رداءة إدارة الشأن العام ورداءة الخطاب والسياسة الاتصالية مع وضع اجتماعي متدهور... قد يتخيل الكثير أن الشعب طبع مع كل ذلك وفي حقيقة الأمر تراكمات وغليان داخلي بصدد التكون وقابلة للانفجار اذا لم يتم اتخاذ القرارات المناسبة، وإذا لم نحسن قراءة لغة الشعوب، وهنا نتحدث عن الظواهر الاجتماعية التي تستبطن جملة من الرسائل المشفرة.
Sami nasr sociologue
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire