https://www.facebook.com/nasr.sami.397/

lundi 22 novembre 2021

سوسيولوجيا الفضيحة

 

سوسيولوجيا الفضيحة

(مقتطفات)



      أصبحت تشكل في الفترة الأخيرة الفضائح إحدى الاليات المعتمدة لكسب الجمهور والحصول على أكبر عدد من المتابعين، فعلى قدر حجم الفضائح يحدد حجم نجوميتك ونجاحك واشعاعك الإعلامي، وبقيت عجلة الفضائح تدور حول نفسها الجمهور يصنع نجوم الفضائح ونجوم الفضائح تصنع جمهورها... وفي هذا الإطار ينزّل هذا الموضوع الذي أصبحت ضمن اختصاصات واعتمام علم الاجتماع.

فالفضيحة الاجتماعية في مفهومها العام هي بكل بساطة مخالفة العادات الدارجة في مجتمع ما والخروج عن المألوف، حيث يلعب الزمان والمكان الدور الرئيسي في اعتبارها فضيحة ام لا وذلك حسب ثقافة المجتمع. 

البعد الاحتفالي والطقوسي للفضيحة:

 يجب أن يكون للفضيحة جمهور، ككل الطقوس الاحتفالية. فالفضح هو الكشف والتعرية، وعندما نقول فضيحة نعني بذلك ان هناك من انكشف لأعين الآخرين في موقف مخجل أو مرفوض مجتمعيا، لذلك يقدّم عالم الجريمة الأميركي لورانس شيرمان في كتابه "الفضيحة والإصلاح"، الصادر في العام 1978  مفهوماً طقسياً لفهم الفضيحة، يلخصه بعبارة: "الفضائح هي مراسم احتفالية لنزع المكانة"، فالكثير يحرص على سمعته أكثر من اللازم لذى يرفض أن يضع نفسه في موقف مُهدد بأن يفقد فيه مكانته واحترامه في اعين الآخرين، فأعين الآخرين سجوننا وأفكارهم زنازيننا بتعبير فرجينيا وولف.

 إذ تحقق الفضيحة متعة اختراق عالم الآخر والقدرة على تعريته والتلذذ برؤية خجلا وخاضعا ومنكسرا، لدى ف"معظم الناس يجدون متعة في الفضائح !"(1). كما أن "الناس تسعدهم الفضيحة، فهي فرصة للشماتة بالآخرين !"(2). ومن جهة أخرى تنتمي الفضائح على حد تعبير دوركايم بـــــ"لحظات الفورة".

هذا وقد صدر عن دار الشروق للنشر والتوزيع كتاب «علم اجتماع الفضائح» من تأليف معن خليل العمر. حيث ذكر أنه عادة ما يدرس علم الاجتماع جرائم وجنوح وانحراف الأحداث والبالغين من أبناء الطبقة الفقيرة والعاطلين عن العمل وأبناء الأسر المفككة، لكنه يدرس بشكل ثانوي جرائم ذوي الياقات البيضاء ونادرا جدا ما يدرس جرائم كبار المسؤولين من أصحاب القرارات العليا وساسة الأنظمة السياسية وانحرافات رجال الدين ومشاهير الرياضة لصعوبة الوصول إليهم وأخذ المعلومات منهم أو الإفصاح عنها من قبلهم، فأصبحت هذه التجاوزات على المصلحة العامة وخروقهم للقواعد القانونية واستغلالهم لسلطة المواقع التي يشغلونها غائبة عن أدبيات علم الاجتماع.

Sami Nasr Sociologue

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

التطبيع مع المرفوض بين الوهم والحقيقة

  التطبيع مع المرفوض مقولة وهمية لا يمكن للشعوب التطبيع مع ما ترفضه مهما كانت قوة المرفوض ومهما كانت درجة ضعف الرافض... كثيرا ما يفسر السكوت...