https://www.facebook.com/nasr.sami.397/

mardi 16 novembre 2021

"نظم التفاهة" لـ آلان دونو

 

 

"نظم التفاهة" لـ آلان دونو



من أروع ما قرات في الفترة الأخيرة كتاب نظم التفاهة لـ آلان دونو حيث اعتبر التفاهة مسألة جدّية بامتياز، فالتغاضي عنها يعني في ما يعنيه تسليم البشرية إلى مصير كارثيّ؛ إنها مسألة حياة أو موت بالنسبة للمجتمعات المعاصرة. صدر هذا الكتاب بالفرنسية سنة 2015، ويمثّل أحد أشهر الكتب الفكرية التي أُنتجت مؤخراً، صدرت النسخة العربية من الكتاب عن "دار سؤال" بترجمة مشاعل عبد العزيز الهاجري التي تشير في تقديمها إلى أن فكرة الكتاب الأساسية هي محاولة فهم أسباب وجود هذه النظم الاجتماعية والسياسية والتي باتت تكافئ التفاهة والرداءة على حساب الجدية والجودة

 اعتمد آلان دونو في عنوانه مفردة مركّبة Mediocratie يمثل "نظم التفاهة" خياراً ممكناً لا يقصي فرضيات أخرى، ومنها مثلاً سلطة أو سيطرة المتواضعين، فالمفردة منحوتة من كلمة Mediocre (المتواضع، هزيل المعرفة، التافه) وCratie  المستعارة من اليونانية القديمة وتعني السلطة

الإشكالية ببساطة تتمثل في أن النظام السائد في العالم قد أدّى إلى سيطرة التافهين على مواقع أساسية من الخريطة الاجتماعية؛ يكفي أن ملاحظات حول كتاب  تنظر حولك لترى هؤلاء وقد اخترقوا السياسة والإعلام والفن، وهو واقع يصفه دونو بالقول: "لقد تشيّدت شريحة كاملة من التافهين والجاهلين وذوي البساطة الفكرية وكل ذلك لخدمة أغراض السوق بالنهاية".

ويوضح  دونو كيف يتمّ ذلك من خلال توضيح كيف جرى هزّ معايير الكفاءة، حيث يشير إلى أن تحصيل التافهين لمواقع لأي سبب من الأسباب يجعلهم يبحثون على أشخاص تافهين لتحصين موقعهم، وعلى أساس هذا التخوّف على الموقع تُبنى بالتدريج شبكة من التافهين تحصّن فيها كل نقطة بقية النقاط في الخريطة الاجتماعية، ومن ثمّ إسباغ التفاهة على كل شيء.

فنظام التفاهة كي يستتبّ الأمر له بحاجة إلى شعور عام بأن لا شيء يقع، وهو ما يؤدّي إلى عدم الانتباه لفكرة التقلّب التاريخي ودخول حالة من التشابه الزمني وعدم الحاجة إلى أشخاص بارعين ومتفوقين، وهي وضعية تشبه ذبذبات القلب حين يمرّ الأخير إلى حالة الموت.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

التطبيع مع المرفوض بين الوهم والحقيقة

  التطبيع مع المرفوض مقولة وهمية لا يمكن للشعوب التطبيع مع ما ترفضه مهما كانت قوة المرفوض ومهما كانت درجة ضعف الرافض... كثيرا ما يفسر السكوت...