https://www.facebook.com/nasr.sami.397/
mardi 27 avril 2021
lundi 26 avril 2021
الحذر من التوظيف السياسي
كل الحذر من التوظيف السياسي
كل ما يحدث ويلفت انتباه الرأي العام يندرج ضمن خانة التوظيف السياسي:
توظيف أحداث
خلق أحداث مفتعلة
توظيف جمعيات وقيادات جمعياتية
توظيف اعلام
توظيف نخب ومحللين
توظيف وخلق ميليشيات فايسبوكية. ...
علينا التعامل بكل حذر مع ما يحدث وما يروج وما يتم اتخاذه من قرارات وتعليمات
أفهم اللعبة ولا تكون طرف يوظف في اللعبة
قد يصبح هذا الكلام جريمة في زمن التوظيف السياسي والمتاجرة بكل شيء
Sami nasr sociologue
samedi 24 avril 2021
أسوأ ما في هذا الوباء اللعين
أسوأ ما في هذا الوباء اللعين هو عندما تجد نفسك مجبرا على عدم زيارة الاهل والأحباب...
غلق مدينتي قليبية أكثر مؤلم.. ربي يحمي الجميع
شعور يصعب شرحه
vendredi 23 avril 2021
تبعا لتطور الوضع الوبائي بمعتمدية قليبية ولكسر حلقة العدوى والإنتشار السريع لفيروس كورونا تقرر ما يلي :
🔴 غلق معتمدية قليبية لمدة 07 أيام بداية من 24 افريل 2021 الى غاية 30 أفريل 2021 مع الحرص على :
✅منع التنقل من وإلى معتمدية قليبية الا في الحالات الإستثنائية والإستعجالية.
✅ منع التجمعات والاحتفالات والتظاهرات مهما كان نوعها والحفلات العامة والخاصة.
✅ تعليق نشاط الحمامات وقاعات الرياضة .
✅ رفع الكراسي والطاولات بالمقاهي والمطاعم .
✅ منع إنتصاب السوق الأسبوعية.
✅تكثيف حملات التقصي.
✅ الإلتزام بالحجر الصحي بالنسبة للمصابين.
جرائم النصب والاحتيال تغزو مجتمعنا
جرائم النصب والاحتيال
تغزو مجتمعنا
تعدّدت في الفترة الأخيرة جرائم النصب والاحتيال وتنوّع ضحاياهم، إذ لم يعد
مقتصرا على الفئات الاجتماعيّة الفاقدة لما يسميّه بيار بورديو بالرأسمال الثقافي
والرأسمال الاقتصادي، وأصبحنا نجد من بين الضحايا أصحاب رؤوس الأموال وخرّيجي
الجامعات، إضافة للفئات الضعيفة.
ويتسم النصب والاحتيال عن بقيّة الجرائم الأخرى بشيء من الطرافة، منها ما
يعود لشخصيّة المحتال وبراعته في إتقان "فن الاحتيال"، ومنها ما يرتبط
مباشرة بشخصيّة الضحيّة كالغباء والطمع وحب الاستثراء بطريقة سريعة وغير مكلّفة...
فإذا كان ضحيّة السارق مثلا تسلب ممتلكاتها بغير إرادة منها، فإنّ للنصّاب أو
المحتال من الحيل ما يجعل ضحيته يسلّمه بنفسه ما بحوزته باختياره ورضاه. وهذه
الطرافة الكامنة في جرائم التحيّل والنصب دفعت العديد من الصحف إلى المراهنة عليها
في التوزيع والتسويق خاصة عند وضعها لعنوانين مثيرة وبالصفحة الأولى.
ولفهم خصائص جرائم النصب والاحتيال قمنا بجمع 55 قضيّة من هذا النوع تم
ارتكابها وتداولتها الصحف التونسيّة، أدين فيها 120 متّهما ومتّهمة. وتظهر من خلال
قراءتها أهم مميّزات المحتال أو النصّاب والتي كانت على النحو التالي:
- بالنسبة لمعدّل السن، سجلنا هيمنة واضحة للكهول مقارنة بالفئات العمريّة
الأخرى، إذ بلغ عددهم الـ58 متّهما أي بمعدّل 70.83% من
جملة المتّهمين في قضايا التحيّل والنصب.
- أمّا بالنسبة للجنس فلاحظنا ضعف عدد الجرائم المرتكبة من قبل الإناث، إذ لم
تتجاوز نسبتها الـ 9.16%،
وظلّ نشاط تحيّلها مقتصرا على انتحال صفة عرّافة أو المشاركة في التحيّل على
المؤسسات والشركات.
أمّا بالنسبة للخصائص فنذكر:
حسن اختيار سذاجة الضحية: ومن بين
القضايا المسجّلة في هذا الغرض تحدّثت احدى الصحيف عن
"عرّافة تبتزّ عزباء بالحيلة"، حيث طلبت منها 700 دينار لإرضاء ملك
الجان "همروش" وإحضار دجاجة حمراء وقطعة قماش لفك عقدتها المتمثلة في
تأخير سن الزواج. كما تحدّثت صحيفة "أخرى عن حلاّق تحوّل إلى عرّاف لـ يوهم امرأة مريضة "بأن جسدها يسكنه 12
جنيّا لينفذ غاية دنيئة"، وأقنعها بضرورة ملامسة مناطق حسّاسة من جسدها طيلة
12 يوما.
ومن بين القضايا التحيّليّة
الناتجة عن الطمع والرغبة في التملّك نذكر قضيّة
"وزراء وجنرالات أفارقة وهميون يتحيّلون
على رجال أعمال تونسيين"، أو قضيّة
المتحيّل الذي يشتري 29 جهاز تلفاز "مجانا" من تاجر ويبيعها بمقابل 61
ألف دينار بعد أن أوهمه بأنّه وكيل شركة وعرض عليه صفقة مغريّة، وتحدثت صحيفة أخرى عن متحيّلين يوهمون رجل أعمال بكميّة من
الذهب ويطلبون منه أربعين ألف دينار ثم قتلوه بحجر بعد أن استحوذوا على المبلغ
المطلوب.
سرعة البداهة واستغلال الظروف المواتية، فأحيانا لا يبحث المتحيّل عن ضحيّته أو عن أسلوبه في التحيّل بل يبقى
ينتظر فريسته حتى تأتيه مصادفة، ومن الأمثلة على ذلك ما ورد بإحدى الصحف "اليومية" عن رجل سأل متحيّلا عن عنوان إحدى الضيعات لبيع الطماطم فأعلمه بكل ثقة في النفس
أنّه هو صاحب تلك الضيعات وباع له محصول الطماطم دون أن يثير أي شكّ لدى ضحيته...
يملك قدرة فائقة على التمثيل وأداء الأدوار الاحتياليّة، كثيرا ما يراهن المتحيّل والنصّاب في إقناع ضحيّته على مظهره الخارجي
كالهندام والإيهام بالثراء... فقد ذكرت إحدى الصحف
"اليومية" قصة "الإطار السامي"
الذي تخصّص في سلب سائقي التاكسي بعد أن يوهمهم من خلال هندامه وطلاقته في استعمال
اللغة الفرنسيّة بأنّه إطار سام ثم يطلب منه إيصاله إلى مكان بعيد ليختلي به
ويسلبه ما بحوزته.
الذكاء الحاد، يتوقّف نجاح أي
متحيّل أو نصاب على حدّة ذكائه، وبراعته في استعمال الأساليب المتطوّرة والمبتكرة.
فحسبما تحدّثت إحدى الصحف "الأسبوعية" تمكّن
تلميذ تونسي من اقتحام موقع فرنسيّ للتجارة الالكترونيّة ليتحيّل على 19
شخصا"، وتم اكتشافه عبر الانتربول.
المعرفة الجيّدة بالضحيّة، تعتبر معرفة درجة
احتياج الضحيّة الشرط الأساسي لنجاح المتحيّل، فمع تفاقم ظاهرة بطالة خرّيجي
الجامعات ولهفتهم على البحث عن الشغل، وجد بعض المتحيّلين فرصتهم في استغلال هذه
الفئة رغم مستواها التعليمي، فقد ورد بإحدى
الأسبوعيات أن "شابا مراوغا يتحيّل على خرّيجي الجامعات والمتنازعين بدعوى حل
مشاكلهم!"، إذ ارتكب المتحيّل سلسلة من القضايا
بعد إيهام ضحاياه بتمكينهم من شغل من خلال علاقته ببعض المسؤولين. كما ذكرت
أسبوعيةأخرى صادرة يوم 14 ماي الجاري أن "مهندسا مزيّفا يلهف أموال الباحثين
عن شغل!".
وعلى اثر تكثيف الحملات الأمنيّة بالأماكن العموميّة
وخاصة من قبل الأعوان بالزي المدني، انتشر الخوف لدى المواطنين فأصبحوا لا يتجرأون
على المطالبة بهويّة العون قبل تسليمه بطاقات تعريفهم. واستغلّ بعض المحتالين هذه
الوضعيّة لسلب المواطنين، فقد سجلنا في الفترة الأخيرة عدة حالات تم خلالها سلب
وسرقة مواطنين بعد تقمّص الجاني صفة عون أمن، ففي ساحة برشلونة قام متحيّل بإيهام شاب أنّه عون أمن ونجح
في سرقته، كما وصلت جرأة البعض منهم إلى
التحيّل عبر انتحال صفة عون أمن أمام مقر وزارة الداخليّة بالعاصمة، إذ سبق وأن تحدّثت
صحيفة "الصباح" الصادرة يوم 11 أفريل 2008 عن متحيّلين يوهمان
شابين بأنهما أعوان أمن للاستحواذ على حافظة النقود... وأكثر من ذلك تمكّن أربعة
شبّان من انتحال صفة دوريّة أمنيّة بعد أن قاموا بسرقة سيارة للغرض (انظر صحيفة
"الشروق" ليوم 8 ماي الجاري) ""أعوان أمن" مزيّفون
يسلبون المارة".
أمّا بالنسبة لوسائل التحيّل،
فقد سجلنا 16 وسيلة تم من خلالها التحيّل
على المواطنين نذكر منها الهجرة السريّة (حالتان)
والهجرة الشرعيّة ( 12 حالة)، تقمّص صفة عون أمن ( 7حالات) ، تحيّل في الملكية والبيع (14 حالة)،
عرّاف وهمي (6 حالات)، كنوز وهميّة (7 حالات)، تحيّل على شركات من أجل الاستيلاء
(13 حالة)…
ويدل هذا التنوع في الجرائم على أن أنواعا جديدة من الجريمة غزت مجتمعنا
وهي في سبيلها إلى التوسع والإنتشار مما يفرض تطويقها وملاحقتها. لكن مكافحة
الجريمة لا يكون بالأساليب الأمنية وحدها وإنما تحتاج هذه الظواهر إلى معالجة
اجتماعية وثقافية وعمل تربوي وتوعوي يُحصن المواطن من الوقوع فريسة للمحتالين ويحول دون انحراف الشباب العاطل، وبخاصة
الخريجين، نحو عالم الجريمة بصفته الملجأ الأخير لهم لكسب القوت.
سامي نصر
دكتور في علم الاجتماع
المواطن التونسي يتجاوز أزمته بحلول وهمية
المواطن التونسي
يتجاوز أزمته بحلول وهمية
سامي نصر
انتشرت بشكل
ملفت للانتباه ظاهرة الشعوذة ببلادنا وبمختلف الدول العربية، إذ أكدت دراسات
إحصائية عربية أنه في العالم العربي يوجد مشعوذ واحد لكل 1000 نسمة من المواطنين،
وما يثير الانتباه أن هذه الظاهرة اكتسحت حتى فئة المتعلمين وأصحاب الشهائد
العلمية، مع تسجيل اقبال نسبة الاناث أكثر على المشعوذين (64% اناث و36% ذكور). كما سجلت إحدى
الدراسات أن 55 في المائة من المترددات على السحرة هن من المتعلمات ومن المثقفات،
و24 في المائة ممن يجدن القراءة. ومن جهة أخرى تشير العديد من الدراسات أيضا
إلى المردود الاقتصادي الخيالي للدجالين والمشعوذين الشيء الذي دعل عددهم يرتفع
بشكل جنوني وخاصة في السنوات الاخيرة.
وجدير بالذكر
أنه مع التطورات الحاصلة في عالم الاتصال والتواصل وخاصة عبر الانترنت وشبكات
التواصل الاجتماعي انتشرت العديد من المواقع المختصة في مجال الشعوذة بل أضيفت في
الفترة الأخيرة العديد من التطبيقات في الفايس بوك لتقوم بدور المشعوذ والعراف... كما
كشف تقرير صادر مؤخرا عن المركز الأميركي "بيو" للأبحاث، أن ما يعادل
86% من متساكني شمال افريقيا (بما فيها تونس) مقتنعون بـ"وجود الجن"
مقابل 78% يؤمنون بـ"السحر" و80% متأكدين من حقيقة "شر
العين"، في حين لا تتجاوز النسبة 7% ممن أقروا بارتداء "تعويذات"
و16% من مستعملي "وسائل أخرى
لطرد شر العين ومفاعيل السحر". وبحسب التقرير، فإن حوالي 3% منهم متفقون
مع ضرورة "تقديم قرابين للتقرب من الجن".
دوافع ظهور
وانتشار ظاهرة الشعوذة:
من الناحية السوسيولوجية في فترة التحولات العميقة التي تحصل في المجتمع وخاصة كلما
تعقّدت ظروف الحياة وازدادت صعوبة تتنامى مشاعر عدم الاستقرار ويزداد انتشار
الخرافات، وبمعنى آخر تنتشر الخرافات أكثر بانتشار حالات القلق والاضطراب والشعور
بالضعف والعجز عن مواجهة مشاكل الحياة ومخاطرها، وفي هذا الإطار تصبح الشعوذة والخرافة
عبارة عن متنفس وملجأ لشريحة كبيرة من المجتمع، لتقوم بتهدئة المخاوف الناجمة عن
الاضطرابات التي تسود زمن التحولات الراهن. إذن، انتشار هذه الظاهرة له أسبابها الاجتماعية
والاقتصادية أيضا سياسية.
مظاهر تفشّي الظاهرة
تطالع المواطن التونسي أينما حل إعلانات تحثّه
على المشاركة في مسابقات يمكن أن يجني من ورائها مكاسب مادية، بل قد تغيّر مسيرة
حياته وتجعله ينتقل من الخصاصة إلى الثراء بمجرّد "ضربة حظ". وأصبح
التونسي بدوره يتلهّف على ذلك ليبقى يحلم بهذا الفوز، كما لم يعد الوهم مجرّد
ظاهرة مرضيّة تعاني منها فئة اجتماعيّة معيّنة في بلادنا، بل أصبحت في السنوات
الأخيرة إحدى أهم الوسائل الدفاعيّة للمواطن التونسي خاصة مع الظروف الاقتصاديّة
والاجتماعيّة القاسية التي يعيشها. ولم تعد مقتصرة فقط على الفئات المحدودة الدخل،
بل شملت تقريبا مختلف الشرائح الاجتماعيّة، إضافة إلى عدم ارتباطها بمستوى تعليمي
محدد، فكثيرا ما نجد من بين ضحايا جرائم الوهم أصحاب رؤوس الأموال وخرّيجي
الجامعات (إضافة لأصحاب الدخل المحدود والمستوى التعليمي المتدنّي). وأكثر من ذلك،
أصبحنا اليوم نتحدّث عن ثقافة الوهم والمتمثلة في الرغبة في الثراء المفاجئ دون
بذل أي مجهود، أي محاولة تجاوز الوضع الحالي للمواطن عبر الخيال والأوهام. وهكذا تحوّل
الوهم إلى ظاهرة اجتماعيّة تمسّ جل مكوّنات المجتمع التونسي، وكان لوسائل الإعلام
بمختلف أشكالها دورا رئيسيّا في ذلك. فكيف
تجذّرت ثقافة الوهم في المجتمع التونسي؟ ومن هم المستفيدون من هذه الثقافة؟
العديد من الأفلام والمسلسلات التي
تبثّها القنوات التلفزيّة وتستهوي المواطنين تسير في اتجاه نشر وتغذية ثقافة الوهم، خاصة عندما تروي لنا قصص
لفقراء تحوّلوا إلى كبار أثرياء البلاد وأصحاب نفوذ وسلطة، لتؤكّد أن الأمل في
الثراء والارتقاء الاجتماعي يبقى ممكنا ولا يحتاج إلى أي مجهود إذ تكف الفوز بإحدى
تلك المسابقات لتنقله من وضع إلى آخر.
كما تحوّلت عقلية المسابقات إلى آلية تتحكّم
في اشتغال مجتمعنا، إذ أصبح إدراج المسابقات ضمن العديد من البرامج
التلفزية والإذاعيّة شرطا أساسيّا لنجاحها والإقبال عليها. فقد بدأ هذا التمشّي يظهر
في مجتمعنا بشكل واضح مع برنامج "شمس الأحد" لهالة الركبي والذي حقّق
بفضل تلك المسابقات نجاحا ملحوظا على مستوى الإقبال والمشاركة، ثم تركّزت أكثر في
الفترة الأخيرة مع برنامج "آخر قرار" والذي تمكّن من شد المواطنين إليه،
وكنتيجة لذلك أصبح العديد من التجار وخاصة في الأسواق الشعبية يضعون عبارة
"آخر قرار" فوق لوحة الأسعار المعروضة لضمان جلب الحرفاء. وفي نفس
الإطار أيضا نجد برنامج "دليلك ملك" والذي حظي هو الآخر بنجاح على مستوى
الإقبال الجماهيري، وهو ما أكّدته العديد من الدراسات الإحصائيّة الخاصة بشركات
التسويق.
أمّا على المستوى الإذاعي فقد راهنت هي
أيضا على إدراج المسابقات وزراعة ثقافة الوهم لدى المواطنين في برامجها الإذاعيّة،
ويكف هنا أن نشير إلى المسابقة الأخيرة بإذاعة "الموزاييك" والتي أثارت
الكثير من الجدل خاصة بعد تعدّد شكاوي المواطنين من عمليات التحيّل والإيهام
بالفوز بجائزة المليونير وكما نصّت إعلاناتها المسابقة تكف رسالة قصيرة بسيطة عبر
الهاتف لتجعل من صاحبها مليونارا.
كما تحوّلت العديد من الصحف التونسيّة
إلى فضاء خاص بتلك المسابقات وكثيرا ما تضعها على صفحاتها الأولى، البعض منها
مجاني وتهدف الصحف من وراءه إلى تحسين قدراتها التوزيعيّة. والبعض الآخر يندرج ضمن
الإعلانات الإشهارية المدفوعة الأجر لصالح بعض الشركات والمؤسسات على غرار
المسابقات المتعدّدة والمتنوعة لشركة "تونزيانا" وشركة
"تلكوم"...
من المستفيد من ثقافة الوهم؟
بقدر ما تفشّت ثقافة الوهم لدى مختلف الشرائح
الاجتماعيّة تعدّدت الجهات المستفيدة والمستغلّة لهذه الظاهرة.
فعلى المستوى التجاري نلاحظ أن شركات
ومؤسسات التسويق كثّفت من عروض المسابقات وإيهام الفوز بالجواز الواقعية منها
والخيالية قصد توزيع منتوجاتها وخاصة المتعلّقة منها بالمواد الغذائيّة، فالمراهنة
على حسن التوزيع أصبح مقترنا بشكل أساسي بثقافة الوهم، إذ لا نكاد نجد عرضا لمنتوج
غذائي لا يراهن على المسابقات.
وعلى مستوى الخدماتي فإن الكثير من المؤسسات
الحكومية والخاصة أصبحت تراهن هي الأخرى على استثمار وتوظيف ثقافة الوهم، بل
أصبحنا نشاهد اليوم منافسة حادة بين بعض الشركات في هذا المجال مثلما هو الحال
بالنسبة لشركتي تونيزيانا وتلكوم، إضافة للمؤسسات البنكية والبريد التونسي الذي
أصبح في الفترة الأخيرة يقوم ببعض الإعلانات المتعلّقة بالربح.
أمّا على المستوى الإجرامي فإنّ
العديد من جرائم التحيّل والتي أصبحت تحتلّ مكانة متميّزة في عالم الجريمة ببلادنا
مرتبطة بشكل أساسي بثقافة الوهم مثل قضايا البحث عن الكنوز، والإيهام بالمساعدة على
الهجرة الشرعية، إضافة للعديد من قضايا الهجرة غير الشرعيّة. ومع تفاقم ظاهرة بطالة خرّيجي الجامعات ولهفتهم على البحث عن الشغل، وجد
بعض المتحيّلين فرصتهم في استغلال هذه الفئة رغم أهمية مستواها التعليمي، فقد ورد بإحدى الأسبوعيات أن "شابا مراوغا يتحيّل على خرّيجي
الجامعات والمتنازعين بدعوى حل مشاكلهم!"، وذكرت
الصحيفة أن المتحيّل ارتكب سلسلة من القضايا بعد إيهام ضحاياه بتمكينهم من شغل من
خلال علاقته ببعض المسؤولين. كما ذكرت أسبوعية أخرى صادرة أن "مهندسا مزيّفا
يلهف أموال الباحثين عن شغل!".
ومن بين القضايا التحيّليّة الناتجة عن الطمع والرغبة في التملّك نذكر
قضيّة "وزراء
وجنرالات أفارقة وهميون يتحيّلون على رجال أعمال تونسيين" ، وتحدّثت بعض الصحف بداية هذه السنة عن متحيّلين يوهمون رجل
أعمال بكميّة من الذهب ويطلبون منه أربعين ألف دينار ثم يقتلوه بحجر بعد أن
استحوذوا على أمواله.
أمّا على المستوى السياسي فإنّنا سجلنا العديد
من الحالات التي تم فيها استثمار ثقافة الوهم أثناء فترة الحملات الانتخابية،
فبمناسبة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لسنة 2004 عبّرت العديد من وسائل
الإعلام التونسية عن تحيّزها للحزب الحاكم عبر مسابقات تتضمّن دعاية غير مباشرة
لبرنامجه الانتخابي ولـ"الانجازات" التي تحققت في الفترة السابقة.
من خلال ما تقدّم نلاحظ أن ثقافة الوهم والرغبة
الجامحة في الثراء المفاجئ ودون أي مجهود لدى المواطن التونسي تعكس بشكل أو بآخر
محدوديّة الحلول الواقعيّة لتجاوز الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد ويعانيها
المواطن، فبعد فشل وعجز الحلول العملية أصبح التونسي يلتجأ للحلول الوهمية، ووجدت
العديد من المؤسسات العاملة في قطاع الإنتاج أو الخدمات في هذا الاستعداد فرصتها
لمزيد استغلال المواطنين وإبعادهم عن حقيقة الوضع الذي يعيشون فيه.
التطبيع مع المرفوض بين الوهم والحقيقة
التطبيع مع المرفوض مقولة وهمية لا يمكن للشعوب التطبيع مع ما ترفضه مهما كانت قوة المرفوض ومهما كانت درجة ضعف الرافض... كثيرا ما يفسر السكوت...

-
تفاقم ظاهرة الإقبال على العرّافين هل هي من تداعيات الأزمة الإقتصادية مشاركتنا في ملف حول العرافة.. (2016) والإجتماعية... أم مسألة عقلية؟ إ...
-
مقتطفات من مداخلة سبق وأن تم تقديمها حول "سوسيولوجيا الأزمات: الحالة التونسية نموذجا" د.سامي نصر دكتور في علم الاجتماع تقديم عام ...
-
سوسيولوجيا النكت الشعية والسياسية احتلت النكت السياسية والشعبية مكانة متميزة لدى الشعوب والأمم، وبين مختلف الفئات الاجتماعية، وأصبحت ظاهرة...