https://www.facebook.com/nasr.sami.397/

mercredi 19 mai 2021

سامي نصر (باحث في علم الاجتماع) لـ"الترا تونس": الأولياء الصالحون لهم مكانة هامة لدى الشعب التونسي، ومهما بلغت نسبة التحضّر والتقدّم، يبقى الوليّ ذا شأن كبير لدى شريحة كبرى من التونسيين

 

سامي نصر (باحث في علم الاجتماع) لـ"الترا تونس": الأولياء الصالحون لهم مكانة هامة لدى الشعب التونسي، ومهما بلغت نسبة التحضّر والتقدّم، يبقى الوليّ ذا شأن كبير لدى شريحة كبرى من التونسيين

وأضاف نصر لـ"الترا تونس"، في هذا السياق، أنّه "عندما جاءت فرنسا لاحتلال تونس، ومن خلال تجربتها في احتلال الجزائر وجدت أنها كلّما مارست ضغوطًا أكثر على الجزائريين كلّما التفّوا أكثر حول هويتهم، فقرّرت ألّا ترتكب نفس "الخطأ" في تونس. فنصبت مكاتب مخابرات فرنسية في الجزائر، تدرسُ فيها خصوصية الشعب التونسي ومن بينها علاقته العميقة بالأولياء الصالحين".


زاوية سيدي علي الحطاب (صفحة المهرجان/ فيسبوك) 

وتابع الخبير السوسيولوجي القول: "بعد أن فهم الفرنسيّون جيدًا خصوصية التونسي، واستخلصوا من الدراسات التي أجروها أن الأولياء الصالحين يحظون بمكانة كبيرة لدى التونسيين، قرّروا أخذ ذلك بعين الاعتبار"، موضّحًا أنه "بالعودة إلى أحداث الاستعمار الفرنسي لتونس، عندما كانت تقع مطاردة أحد المجاهدين، إذا ما احتمى داخل زاوية أحد الأولياء كان الجنود الفرنسيون يتوقفون عن إطلاق النار، ولم يعمد المحتل الفرنسي على تفجير أيّ مقام للأولياء الصالحين نظرًا لإدراكه أهمية الأولياء عند التونسي وما من شأنه أن ينجرّ عن ذلك من وقع اجتماعي ربما هو أفدحَ من قتل نصف الشّعب، مما من شأنه أن يفجّر غضبًا شعبيًا محتملًا في وجه المحتلّ"، وفق تقديره.

نصر لـ"الترا تونس": أمام تراكم الأزمات، يحتاج التونسي إلى الهروب من الواقع والبحث عن أي خيط غيبي للتمسك به، وبالتالي فإن الرجوع إلى الأولياء الصالحين هو شكل من أشكال الهروب من الوضع المَعيش

ويعتبر سامي نصر أنّ"الأولياء الصالحين لهم مكانة هامة لدى الشعب التونسي، ومهما بلغت نسبة التحضّر والتقدّم، يبقى الوليّ ذا شأن كبير لدى شريحة كبرى من التونسيين"، مستدركًا أنّ "ما يختلف بين الأمس واليوم في علاقة التونسي بالأولياء، هو أن الناس كانوا في السابق يشهّرون بولائهم للأولياء ويفتخرون بكونهم من أتباع هذا الوليّ أو ذاك، أما في يومنا هذا، فمن الملاحظ أن الاحتفاء والتباهي بالأولياء شهد تراجعًا بنسبة كبيرة".

ويضيف محدّث "الترا تونس" أنه "أمام تراكم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، يحتاج التونسي إلى الهروب من الواقع والبحث عن أيّ خيط غيبيّ للتمسّك به، وبالتالي نعتبر أنّ الرّجوع إلى الأولياء الصالحين هو شكل من أشكال الهروب من الوضع الاجتماعي المَعيش. التونسي اليوم يبحث عن طرف أي خيط أملٍ حتّى ولو كان وهمًا"، متابعًا القول إنّ العقل عندما يعجز عن تحمّل واستيعاب ما هو واقعيّ يخيّر اللجوء إلى الخرافة والأسطورة من أجل إيجاد ما يطمئنه.

وأردف الباحث في علم الاجتماع، في السياق ذاته، أنّ "التقدّم الذي حصل هو تقدم وتطور في الشكل وليس في المضمون، فالتونسي دائمًا يجد نفسه مرتبطًا بكلّ ما هو قديم وروحاني وله علاقة بالزمن البسيط الجميل"، حسب

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

التطبيع مع المرفوض بين الوهم والحقيقة

  التطبيع مع المرفوض مقولة وهمية لا يمكن للشعوب التطبيع مع ما ترفضه مهما كانت قوة المرفوض ومهما كانت درجة ضعف الرافض... كثيرا ما يفسر السكوت...