https://www.facebook.com/nasr.sami.397/

jeudi 9 décembre 2021

مختصة في علم النفس توضح السلوك العنفي لدى الاطفال

 


الى يومنا هذا مفما حتى دليل والا بحث علمي يثبت أنو الاطفال ولو

 اكثر عنف من قبل رغم أنو بعض الأحداث المعزولة لبشاعتها اتنجم تاخو صدى كبير وتوهم بالعكس. 

في نفس الوقت وفي المقابل والاكيد أنو العنف اصبح مرفوض أكثر واتعدينا من génération "حاسبني بجلدو" الى génération "تمسو نشكي بيك"....

بينما يبدو أنو زادة حسب الابحاث الي مجموعة كبيرة من الاطفال ولاو أقل قدرة على التحمل (بمعنى tolérance )وعلى التموضع مكان الآخر الي يخليهم في ذاتية كبيرة مركزين فقط مع رواحهم مع احتياجاتهم بدون اي اهتمام بالاخرين من حولهم. مايزيد في احتمالية les conduites agressives وقت الطفل لا تلبى رغباتو كيفما يحب هو و وقت ما يحب هو.

النمط أو السلوك هذا انجمو نفيقو بيه على بكري برشا موش في المدرسة فقط و أنما حتى في الروضة وين تنطلق أول التجارب الاجتماعية.

و الأسباب متاعو متعددة: قد تكون اجتماعية ، عائلية ، نفسية… وهكذا أيضا تكون الحلول.

العنف ما يتنحاش بحملة تحسيسية جمعة وجمعتين وشهر وشهرين🥴 لأنو ما نجموش انيحو l'agressivité الي هيا نزعة فطرية عند البشر للبقاء.

 العنف انجمو انحدو منو فعلا كي انطوروا في الانفعلات المعاكسة المقابلة الي اتنجم توازن  المعادلة  واتخلي l'agressivité bien gérée et contrôlée و هنا نتكلمو بالأساس على تعزيز القدرة على التعاطف empathie  لدى أولئك الذين يمتلكونها وزرعها لمن لا يملكونها. 

الخدمة هاذي تبدى على بكري وتتواصل مدى الحياة...

ولذا في بلاصة ما تقول لصغيرك ما تعطيش ادروسك  خايف لا يفوتو صاحبو ب 0٫25 في الامتحان لا قدر الله ، علمو يعاون الناس الاقل حظا فماش في بلاصة شعب مريض نتحولو الى شعب عندو قيم انسانية 

#التطوع  #المواطنة #انسانية #قيمة #ضوابط

مروى بن عرفة

وثيقة سرية.. هل تحولت تونس إلى حارس للحدود البحرية الأوروبية؟

 

وثيقة سرية.. هل تحولت تونس إلى حارس للحدود البحرية الأوروبية؟

جانب من احتجاجات لأهالي المهاجرين التونسيين المفقودين (ديسمبر/كانون الأول 2012 في وسط العاصمة تونس)


تونس – يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حطت طائرة قادمة من مطار باليرمو الإيطالي بمطار طبرقة (شمال غربي تونس)، حاملة معها عشرات المهاجرين غير الشرعيين المرحلين قسريا من الأراضي الإيطالية، ومن بينهم الشاب طه حمودة.

رحلة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة بحسب حقوقيين ومختصين في شؤون الهجرة، بعد أن ازدادت وتيرتها خلال الأشهر القليلة الماضية ليصبح مطار طبرقة المغلق منذ سنوات أشبه بنقطة تفريغ حدودية للمهاجرين المرحلين قسريا من أوروبا في إطار صفقة وصفت بالسرية مع السلطات التونسية.

يسترجع طه -في حديثه للجزيرة نت- بكل لوعة وحزن رحلته المحفوفة بالمخاطر حين قرر ركوب زورق الهجرة غير الشرعية من سواحل مدينة صفاقس التونسية نحو جزيرة لامبيدوزا الإيطالية بعد أن ضاقت به السبل للالتحاق بزوجته الأجنبية أمام رفض السلطات الفرنسية تمكينه من تأشيرة السفر بشكل قانوني.

40 شخصا بينهم نساء شاركوه رحلة الموت التي استغرقت 4 أيام بسبب سوء الأحوال الجوية ليصل بعدها القارب المتهالك أو "الشقف" نحو جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، حيث تم استقبالهم في مركز الإيواء لمدة يومين ومن ثم تم إخضاعهم للحجر الصحي في إحدى السفن البحرية الإيطالية لمدة 10 أيام.

رحلة المعاناة الحقيقية كما يرويها طه انطلقت بانتهاء مدة الحجر الصحي، فلم يسعفه الحظ للتسلل من الأراضي الإيطالية نحو فرنسا، بل كانت عربة الترحيلات في انتظاره وقد قيده شرطيان إيطاليان بالأغلال، بعد تفتيش وصفه بالمذل والمهين لكرامته، ليتم نقله إلى أحد السجون، ومن ثم ترحيله إلى تونس بشكل قسري وإجباره على التوقيع على ورقة بهذا الغرض.

يشعر طه بالمرارة والألم لأن كل ما طلبه هو الحق في التنقل والالتقاء بزوجته الفرنسية، لكنه مع ذلك يؤكد استعداده لركوب البحر مجددا مهما كانت العواقب في سبيل لم شمل العائلة، كما يقول.

معالجة أمنية

تكرر مشاهد ترحيل المهاجرين غير النظاميين بشكل قسري بات يؤرق منظمات حقوقية متخصصة في شؤون الهجرة، ومن بينها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الذي عدّ قرار الترحيل انتهاكا لحقوق هؤلاء المهاجرين، خاصة أن بعضهم ينتظر تسوية وضعيته.

ويندد الناطق باسم المنتدى رمضان بن عمر -في حديث للجزيرة نت- بالمقاربة الأمنية التي يعتمدها الجانب التونسي والدول الأوروبية في معالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، التي ارتفعت وتيرتها خلال الأشهر الماضية، ضاربة بعرض الحائط جميع المعاهدات الدولية بشأن ظاهرة الهجرة والحق الطبيعي في التنقل والسفر.

تؤكد أرقام حديثة للمنتدى التونسي بلوغ عدد المهاجرين غير الشرعيين الحاملين للجنسية التونسية الذين تم احتجازهم في مراكز الإيواء بإيطاليا 2623 من جملة 4387 شخصا، أي بنسبة 59.5%، في حين يستأثر هؤلاء بالنسبة الأكبر في عدد المرحلين مقارنة بجنسيات أخرى.

وشهدت الفترة الممتدة بين الأول من يناير/كانون الثاني إلى 30 أبريل/نيسان 2021 ترحيل 618 مهاجرا تونسيا من جملة 1097 مرحلا من جميع الجنسيات أي بنسبة 56.3%.

بن عمر لم يخف خشيته من إمكانية إبرام تونس اتفاقا غير معلن مع دول أوروبية خاصة فرنسا وإيطاليا، بهدف التسريع في عملية ترحيل المهاجرين غير النظاميين.

وأكد أن السلطات في تونس تعاونت -خاصة مع فرنسا- في تفعيل آلية تسريع الإجراءات القنصلية الخاصة بترحيل المهاجرين التونسيين غير النظاميين، على عكس دولتي الجزائر والمغرب اللتين رفضتا التعاون مع فرنسا في هذا الشأن.

ويضيف: "السياسة التونسية في مجال ظاهرة الهجرة غير النظامية باتت تقتصر على دور حارس الحدود الأوروبية من خلال منح الضوء الأخضر للترحيل القسري وإعادة قبول المهاجرين".

أرقام صادمة

محدثنا كشف -في السياق ذاته- عن أرقام وصفها بالصادمة، بعد منع السلطات التونسية خلال الـ11 شهرا الأخيرة أكثر من 24 ألف مهاجر غير نظامي من الوصول إلى السواحل الإيطالية؛ وهو رقم يمثل أكثر من 55% من العدد الإجمالي للمهاجرين التونسيين الذين تم منعهم على مدى السنوات العشر الأخيرة.

ويقول الناشط الحقوقي إن "تونس باتت اليوم -وأكثر من أي وقت مضى- مستعدة لتقديم التنازلات في مجال قضية الهجرة على حساب سيادتها وكرامة مواطنيها، في سبيل تحقيق بعض المكاسب السياسية"، معتبرا أن هذا التعاون الأمني المريب مع الجانب الأوروبي جعل من جيش البحر وحرس السواحل مجرد عنصر يأتمر بأوامر وكالة حراسة الحدود الأوروبية.

إشادة فرنسية بالتعاون التونسي

وسبق أن أشاد المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابريال أتال -في حديثه لوسائل إعلام فرنسية- بتعاون السلطات التونسية في إجراءات ترحيل المهاجرين غير النظاميين، مشددا على أن بلاده اتخذت قرارات صارمة بشأن إعادة المهاجرين الذين لا يحملون تصاريح بقاء في فرنسا.

ولفت أتال -في المقابلة ذاتها- إلى أن قرار باريس بخفض منح التأشيرات لدول تونس والمغرب والجزائر إجراء عقابي، بهدف حثها على تغيير سياستها والموافقة على إصدار تصاريح المرور القنصلية وترحيل المعنيين إلى تونس.

وقدرت وكالة الأنباء الفرنسية -في تقرير لها- عدد التونسيين المهددين بالترحيل من فرنسا بـ3424 شخصا، بزيادة قدرها 43% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

ويندد بن عمر ببلوغ مرحلة التنسيق الأمني بين السلطات التونسية وحكومات بعض الدول الأوروبية -خاصة إيطاليا وفرنسا- إلى مستويات عالية مع تخصيص رحلات أسبوعية لترحيل المهاجرين غير النظاميين بشكل قسري نحو مطار طبرقة شمال غربي تونس.

ويرى محدثنا أن اختيار هذا المطار البعيد عن العاصمة -الذي يقع في مكان جبلي غير آهل بالسكان- أمر مقصود لضمان سرية عملية الترحيل، بعيدا عن أعين الإعلام والمجتمع المدني والجمعيات الحقوقية.

وبحسب مجدي كرباعي النائب عن التيار الديمقراطي المقيم في إيطاليا والمتخصص في قضايا وشؤون المهاجرين، أسهمت جائحة كورونا -التي ضربت تونس وكانت لها انعكاسات اقتصادية موجعة على معيشة المواطنين- في الترفيع من نسق الهجرة السرية نحو إيطاليا التي باتت تستقطب جميع الفئات والشرائح العمرية بدون استثناء.

ويؤكد الكرباعي -للجزيرة نت- تضاعف نسق الهجرة غير النظامية نحو الأراضي الإيطالية منذ مطلع يناير/كانون الثاني 2021 إلى غاية 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ليتجاوز العدد 15 ألف تونسيا؛ وهو رقم لم يسجل منذ تاريخ اندلاع الثورة عام 2011.

LAMPEDUSA, ITALY - JUNE 21: A boat loaded with illegal immigrant is seen on June 21, 2005 in Lampedusa, Italy. Tens of thousands of immigrants land on the Italian coast each year, most of them heading from north Africa on ramshackle boats.In the Mediterranean Sea between Malta and Tunisia, Lampedusa Island is one of the main gateways for illegal immigration from Africa into Europe. According to a report by Amnesty International, Illegal immigrants who land in Italy consistently allege they have been abused, holding centres are overcrowded and no legal assistance is offered. Italian authorities refused to give access to the centres to enable further investigations by Amnesty. The Amnesty International report says 15,647 people were held in the centres in 2004: a 9 per-cent increase on the previous year. (Photo by Marco Di Lauro/Getty Images)آلاف الشباب التونسي استقلوا مثل هذا القارب في هجرتهم إلى أوروبا ليعود أغلبهم القهقرى من حيث أتوا (غيتي)

ويتقاسم محدثنا المخاوف -التي طرحها منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية- إزاء السياسات الأوروبية المنتهجة تجاه قضية الهجرة غير النظامية والتعامل معها بمقاربة أمنية صرفة بالتنسيق مع السلطات في تونس.

يستذكر الكرباعي الزيارات المثيرة "التي لم تبح بأسرارها"، وفق قوله، لكل من وزيرة الداخلية الإيطالية لوتشيانا لامورجيزي، والمفوضة الأوروبية المكلفة بالشؤون الداخلية يلفا يوهانسون واستقبالهما من قبل الرئيس قيس سعيد.

وسبق أن دعا الرئيس التونسي -خلال تلك اللقاءات- إلى معالجة أسباب ظاهرة الهجرة، معتبرا أن الحل يكمن في تعاون مختلف الدول من أجل إيجاد حلول تضمن بقاء هؤلاء المهاجرين في بلدانهم، كما شدد في أكثر من مناسبة على ضرورة اعتماد مقاربة شاملة تتجاوز الحلول الأمنيّة التي أثبتت محدوديّتها.

ويخشى محدثنا من إبرام صفقات سرية بين الجانبين التونسي والأوروبي ذات صلة بصياغة اتفاقيات ترحيل جديدة وتنقيح أخرى تم إبرامها بين الجانب التونسي وبعض الدول الأوروبية.

شكوك عززها -كما يقول الكرباعي- رفض الخارجية التونسية مطلب النفاذ إلى المعلومات -الذي تقدم به بصفته نائب شعب- بهدف الاطلاع على مضمون اتفاقيات في مجال ملف الهجرة بين السلطات التونسية ونظيراتها الأوروبية.

وثيقة سرية

مشاركة الكرباعي عن طريق الصدفة في فيلم وثائقي إيطالي بعنوان "طريق العودة" الذي يرصد -وفق قوله- ملف ترحيل المهاجرين غير النظاميين، مكنته من الاطلاع على وثيقة سرية تحصل عليها فريق العمل ووقعتها السلطات الإيطالية مع سلطات تونس ذات علاقة بملف ترحيل المهاجرين.

ويصف محدثنا هذه الاتفاقية بالمذلة والمهينة لتونس، معتبرا أنها ألبست الجانب التونسي زي "عون حراسة" للحدود الإيطالية مقابل ثمن بخس لا يتجاوز 8 ملايين يورو سنويا، تحمي بموجبه السلطات التونسية الضفة المحاذية لها من المتوسط عبر تمكينها من اقتناء مراكب وأجهزة رصد للمهاجرين غير الشرعيين ورحلات الهجرة السرية.

ويخشى الكرباعي من أن تتحول تونس خلال الأشهر والسنوات القادمة إلى مركز حدودي متقدم ليس فقط للمهاجرين التونسيين المرحلين قسريا، بل حتى لمن ترفض بلدانهم استلامهم.

المصدر : الجزيرة

السجن الحقيقي

 


عليك أن تكتشـــف أولاً السجــــن الذي فيه عقـــــلك""""""قبل ان تستطيـــــع الهـــــــروب منــــه.......!!!!!!!!

mercredi 8 décembre 2021

نفس الوجوه ونفس الخطاب

 



هذا ما كتبناه منذ 2013 في نفس هذا اليوم

علاش نفس الوجوه الإعلامية نجدها في مختلف وسائل الاعلام؟؟؟ وعلاش نفس الوجوه السياسية والنخبوية هي التي تتصدر وسائل الاعلام؟؟؟ نقص في الكفاءات أم ندرة في المكلفين بمهام؟؟؟

Sami nasr sociologue 

فن الغرافيتي.. كتابات ورسوم للجماهير الهادرة

 فن الغرافيتي.. كتابات ورسوم للجماهير الهادرة

الربيع العربي طور الكتابة الجدارية ودفعها إلى واجهة التعليق على الحدث الاجتماعي والسياسي
نشر في المساء يوم 02 - 02 - 2013

مع تيارات الربيع العربي وتداعياته، ازدهر فن غير معروف في الممارسة الفنية والثقافية العربية، ألا وهو فن الغرافيتي، أو الرسم على الجدران بواسطة بخاخ الصباغة، كشكل
من أشكال التعبير والاحتجاج، حيث تحولت جدران المدن إلى حوامل وأسانيد فنية، كما الشأن بالنسبة إلى اللوحة. ومن الطبيعي جدا أن يقابل هذا الفن الهجين بنوع من الرفض من قبل الفنانين والرسامين باعتباره يكسر القواعد الفنية المتعارف عليها في مدارس الفن. غير أن دوامة الرفض لم تستمر إلا سنوات قليلة، عندما استطاع هذا الفن أن يتحول إلى لغة مشتركة ولسان للحركات الاجتماعية والثقافية في العالم، سواء في أمريكا التي ظهرت فيها هذه الطريقة في الممارسة الفنية، وغذتها الفوارق الاجتماعية وموجات الميز العنصري في المجتمع الأمريكي ومعاناة السود من القوانين الاجتماعية والسياسية السائدة، أو في أوربا. ولذلك يمكن القول إن فن الغرافيتي أو الكتابة الجدارية هي من طبيعة احتجاجية ولدت في عمق التوترات والتحولات الاجتماعية العميقة.
يعتبر الغرافيتي أحد أركان فن الهيب هوب، وجهت إليه اتهامات بأنه ضد الفن الأصيل، غير أن ولع الشباب به جعله أسلوبا فنيا قائم الذات يفضح السائد فنيا.
ويؤكد الباحث الأمريكي المختص في علم الكتابة والرسوم الجدارية روبرت ريسنر أن الشعارات أو الفنون الغرافيتية هي رموز وبارومتر لطبيعة التغيرات الاجتماعية أو المواقف الوطنية أو الأمزجة الشعبية.
ويشير إلى أن الشعارات الجدارية تزدهر في الأوضاع السياسية أو الاجتماعية المتوترة، ففي باريس ازدهرت كتابة الشعارات في الستينيات، وتحديداً في سنة 1968-سنة الثورة الطلابية- حيث عبر الغرافيتي عن شعارات الشباب المتمرد على النظام الاجتماعي والسياسي. والأمر كذلك كان في الدول العربية التي لا تتجاوز الشعارات -في أغلبها- الكلمات البسيطة بعيداً عن التقنية الفنية، مما ساعد على اعتبارها عملية تشويهية تخريبية انتشرت في الظروف السياسية والاجتماعية المتوترة. وقد أثرت الثورة الشبابية في باريس سنة 1968 على الكثير من الشباب العرب، خصوصاً أنها كانت مواكبة للمد الثوري الفلسطيني.
العصر الذهبي للرسم الجداري
تعتبر سنوات السبعينيات العصر الذهبي لهذا الفن، فقد كبر حجم المنافسة وأصبح الغرافيتيون يستخدمون المزيد من الألوان والمؤثرات الخاصة.
وفي أوروبا كان الغرافيتيون يجلسون على كراسي الانتظار في محطات المترو والقطارات، وفي يد كل منهم كراسة لتخطيط الرسوم الأولية والإعداد للأثر البصري قبل وسمها على جدار، ويتناقشون حول آخر الأعمال المنفذة على الجدران. في تلك الفترة كان الغرافيتي عملا جماعياًَ لضمان الانتهاء من العمل بأسرع وقت ممكن، حيث يكون لكل فنان مجموعة مساعدين. كان الكل يتعاون بطريقته، سواء بالرسم أو بالمساعدة أو بالمراقبة، وكانوا يسافرون معاً لهذا الغرض. وفي كل الأماكن التي كانوا يزورونها كان هناك شعار يشير إلى مرورهم.
أخذت هذه الحركة تثير اهتمام الصحافة والمجتمع عندما ابتدعت أشكالاً جديدة باعتماد تقنيات غير مألوفة، مثل استخدام الستنسل Stencil الذي يحمل نقوشاً مثقبة يمكن إعادة رسمها على أي سطح كالسيارات والجدران وحتى حاويات القمامة وبأعداد لا نهائية.
ويذهب الباحث المغربي وأستاذ علم الاجتماع أحمد شراك في سياق تأصيله لهذا الفن إلى أنه منذ النصف الثاني من الثمانينيات اعتمدت مدينة نيويورك سياسة تنظيف عربات المترو وتلميعها بشكل منتظم، وطليت الجدران ووضعت أسلاك شائكة لتمنع الوصول إلى الجدران التي يمكن الكتابة عليها، وبدأ التشدد ينتشر في أغلب محطات المترو.
الاحتراز الأمني في أمريكا ساهم في بدء انحسار هذا الفن، غير أن الإجراءات الأمنية لم تكن وحدها هي الحائل، بل هناك عوامل أخرى ساعدت على هذا الانحسار، أهمها أن فن الغرافيتي استطاع أن يفرض نفسه وينتقل من الشوارع إلى صالات العرض ويحصد العديد من الجوائز، بعد أن كان يعتبر من الفنون الهامشية. وبما أن الكتابة على الجدران كانت تستخدم بغرض إيصال رسالة، فقد ساعد انتشار استخدام الإنترنت في إيجاد وسيلة اتصال جماهيري أقوى من أثر فن الغرافيتي. لقد تغير الزمن، وأفسحت ثورة التكنولوجيا والمعلومات الطريق للكتّاب لكي يراكموا أفكارهم ويدوّنوا ملاحظاتهم ويعيدوا كتابة شعاراتهم بطريقة جديدة. لا نقول إن الكتابة على الجدران انتهت، ولكن تأثيرها في عصر المدونات الإلكترونية أصبح محدوداً.
فن الاحتجاج بامتياز
يفكك السيوسيولوجي المغربي الدكتور أحمد شراك ظاهرة الكتابة الغرافيتية والفن الغرافيتي في علاقته بالتحولات الاجتماعية وبموجة الربيع العربي، ويقدم تحليلا عميقا للخلفيات الثقافية لهذا الفن في العالم العربي، وكيف انتقلت الكتابة من الجدران الواقعية، جدران المدن والبنايات والساحات، إلى الكتابة والرسم على الجدران الافتراضية في الفيسبوك .
ويصف شراك، وهو من بين الباحثين العرب القلائل الذين أنجزوا دراسات عميقة في هذا الباب، من بينها كتابه المهم «الكتابة على الجدران المدرسية، مقدمات في سوسيولوجيا الشباب والهامش والمنع والكتابة»، والكتاب الجديد الذي سيصدر قريبا، والذي خصصه لفن الغرافيتي وعلاقته بالربيع العربي، وهو تحت عنوان «الثورات التأسيساتية»، الفن الغرافيتي بأنه فن صامت.
ويؤكد شراك بأنه من الوجهة التأويلية يمكن القول إن الغرافيتي تعبير فني ذو طبيعة إيديولوجية، لأنه يعبر عن الهامش والصامت والمكبوت في المجتمع.
ويقول إن الغرافيتي يعبر عن «التعبيرات الإيديولوجية الصامتة» كما يذهب إلى ذلك عبد اللطيف اللعبي، انطلاقاً من أركيولوجية الصمت كما يذهب إلى ذلك الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو. فهل يعود الصمت إلى كون الغرافيتي كتابة مهمشة ومنسية ومقصية؟ وإذا كان الأمر كذلك فهل التهميش والنسيان والتناسي والإقصاء يعبر فعلاً عن كتابة صامتة؟ من هنا يصبح الصمت لغة مرغوباً فيها أمام لغة الكلام، ذلك الصمت الحكيم والحليم واللبيب، وغيرها من الصفات التي تصبغها الثقافة الرسمية على ثقافة «الصمت»، أو على من يصمت ويحفظ لسانه عن الكلام الذي ليس مؤهلاً له ولا أهلاً له، لأن المؤسسة الثقافية لم تخول له حق الكلام، ولم ينتزع الاعتراف من هذه المؤسسة، ولم يكتسب موقعاً في خريطة الكلام، ولم يشكل سلطة ثقافية أو رمزية، كما كان الشاعر أو الخطيب في ماضي الثقافة العربية الذي كان لا يتكلم إلا إذا فوضته الجماعة للحديث نيابة عنها وباسمها. إذ إن سلطته كان يستمدها من سلطة الجماعة: «وصار من شرط الخطيب والشاعر أن يتكلم باسم قومه وحسب شروطهم، وهنا تم اختراع الصمت، فالذي لا تفوضه الجماعة للحديث والخطابة يجب عليه أن يصمت، حسب شروط التطور الذي مس وظيفة الكلام.
وخارج المؤسسة (الثقافية والأكاديمية والسياسية) يسود الصمت، بل يجب أن يسود الصمت، ولعله في هذا السياق، يتم تأطير فن الغرافيتي بالثقافة الصامتة أو التعبير الأيديولوجي الصامت أي غير المعترف به، والذي لم تخول له المؤسسة (بالجمع) أي حق في الكلام. إلا أن الغرافيتي رغم عدم الاعتراف به في المجمل، فقد استطاع أن ينتزع اعترافاً به من طرف المؤسسة الثقافية، خاصة المؤسسة الفنية بالنسبة للفن الغرافيتي في أمريكا وفرنسا، واستطاع كذلك أن يشكل ملمحاً ثقافياً لثورة ماي 1968 إلى حد أن شعاراته استلهمت ووظفت في أعمال أدبية وإبداعية، بل شكلت عناوين لأعمال وآثار» .
الذاكرة البصرية والفضاءات العامة
ويضيف أحمد شراك بأن هذا الفن يشتغل وفق آليات، منها أنه، أولاً، على صعيد الوسائل، يستعمل وسائل من أجل الظهور والإظهار، خاصة استعمال قنينة الصباغة التي تكسو مساحة واسعة من الجدران في لحظة زمنية قصيرة. أكثر من ذلك، فإن هذه الوسيلة تعمل على إبراز الغرافيتي لتيسير الذاكرة البصرية .
ثانياً، على صعيد الفضاء، يكسو الغرافيتي كل الفضاءات، بما في ذلك الفضاءات البارزة كالشوارع الرئيسية في المدن وعلى أجمل الواجهات والمباني من أجل لفت الانتباه، كالصارخ عندما يرفع صوته من أجل لفت الانتباه أو التعبير عن الألم أو الاحتجاج .
ثالثاً، على صعيد الخط، عادة ما يستعمل فنان الغرافيتي الخط المفخم والكلمات المفخمة، ليس على صعيد كتابة الأعلام كما هو الشأن في اللغات الأجنبية، بل على صعيد النص، كل النص. والتفخيم اللغوي يتماثل إلى حد كبير مع الصراخ، فالكتابة الخطية تتماثل مع الكتابة الصوتية. وإذا لم يستعمل اللغة المفخمة فإنه يعمل على تغليظ الخط عبر الذهاب والإياب على صعيد الرسم الخطي من أجل الإبراز والإظهار كتعبير عن الصراخ .
وتأسيساً على هذه الملاحظات يبدو أن الصراخ سمة من السمات الداخلية والخارجية للكتابة الغرافيتية. وأما السمات الداخلية فهي تلك المتعلقة بتكوين هذه الكتابة ومورفولوجيتها على صعيد الوسائل والفضاء ونوعية الخط. وأما السمات الخارجية فهي المضامين والمحتويات التي يحفل بها الغرافيتي باعتبارها كتابة تعبر عن الألم بالمعنى الواسع للألم (الألم النفسي والاجتماعي..) والتعبير عن الاحتجاج على أوضاع سياسية واجتماعية وحضارية وثقافية .
https://www.maghress.com/almassae/173147

ظاهرة الكتابة على الجدران دراسة سوسيوـ سيكولسانية

 

ظاهرة الكتابة على الجدران دراسة سوسيوـ سيكولسانية

ظاهرة الكتابة على الجدران دراسة سوسيوـ سيكولسانية
الأحد 2 يونيو 2013 - 14:44

– تلميذ الثانوي الإعدادي والتأهلي نموذجا

يتميز تلميذ السلك الثانوي الإعدادي و التأهيلي بمجموعة من الممميزات المرتبطة بمرحلة المراهقة ومتطلباتها الوجدانية؛ ففي هذه المرحلة يكون التلميذ ـ

المراهق في أوج العطاء على مستويات عدة: المستوى الجسماني، والمستوى العقلي، والمستوى الجنسي، والمستوى الانفعالي. هكذا يتضح منذ البداية أن مرحلة السلك الثانوي تعد من أهم مراحل العمر و أخطرها. وقد عمل عدد من الباحثين في ميدان السيكولسانيات والسوسيولولجيا و… وغيرها من العلوم على كشف النقاب عن حقائق الإنسان من خلال سلوكه الخارجي. وقد أخذنا نموذجا لذلك ظاهرة الكتابة على الجدران في المؤسسات التعليمية و الثانوية منها على الخصوص.

تعد اللغة أهم وسيلة للتواصل بين أفراد المجتمع، و هي أخطر نعمة وهبها الله للإنسان فقد تستعمل للتصريح كما قد تستعمل للتضمين وهو الغالب. ولذلك كان القدماء يقولون: تكلم حتى أراك ؛لأن اللغة تفضح ما نحاول أن نخفيه عن أنفسنا، واللغة حمّالة أوجه… وقد اتجه النقد الأدبي في توجهاته الحديثة إلى تجاوز التعليق على النصوص إلى البحث عن الدوافع النفسية والاجتماعية والتاريخية… التي ينبع منها الانتاج الأدبي سعيا لفهمه وتفسيره(المنهج التاريخي والاجتماعي والمنهج السيكولوجي) من خلال أثر اللغة.

إن تعاملنا مع الكتابات التي نشاهدها على جدران المؤسسات التعليمية يجب أن يتجاوز مجرد تفكيك بسيط لما نشاهده على جدران الأقسام أو ما يكتب في المراحيض أو المقاعد والأبواب … إلى مساءلة هذه النقوش والرسوم للبحث عن الرسائل التي يرغب التلاميذ في نقلها إلى المخاطب( إدارة المؤسسة أو الأستاذ أو التلاميذ أو المجتمع…).

إن هذه الكتابات ليست ضربا من ممارسة مزاجية، لا طائل من ورائها، أو محض نزوة عارضة، أو مجرد تزجية لجهد و وقت ذاتيين. إنها، على العكس من هذا، فعل كتابي، تعبيري، و إيصالي دالّ أشد الدلالة و أبلغها، لذلك من اللازم الاهتمام بها بأوفى ما يمكن من الانتباه و الاعتناء و التأمل و التقرّي والاستخلاص.

إن اللجوء إلى الكتابة على الجدران أو أبواب الأقسام … عادة ما يكون نتيجة دوافع وضغوطات يعيشها التلميذ يرفض أن تضل حبيسة دواخله، و ذلك عنادا منه إمّا لعامل المنع الذي تباشره، عادة، في هذه الحالة منظومات السلط المادية و الرمزية: سياسية كانت أم إيديولوجية أم دينية أم أخلاقية أم ثقافية.. تجاه الذات الكاتبة أو الموضوع المكتوب. لذلك يعتمد التلميذ تقنية الاستتار، مستفيدا من عمومية مكان هذه الكتابة و مشاعيته، درءا منه لرقابة فعلية أو متوهمة، و تحاشيا لمنع تحقق الكتابة و المكتوب. وهو، أي التلميذ، بذلك العمل يتصارع مع إملاءات الأنا الأعلى الجمعي أو اللاشعور الجمعي. فالمجتمع عبارة عن خليط من القيم ؛ حيث تتداخل فيه القيم الجديدة إلى جانب قيم قديمة، كما تكثر الاتجاهات وتتصارع حول أهداف ووسائل التغيير. فيقع الشباب ضحية هذه التناقضات، ويجدون أنفسهم في حالة من العلاقات الصراعية بين قدراته على العطاء وبين مجموعة من العوائق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية… التي تصد هذه القدرات. لذلك كله يتخذ وسائل تعبيرية غير مباشرة للتعبير عن مواقفه وأفكاره.

و غالبا ما نجد هذه الكتابات تعبر عن مظالم مرتبطة بالإدارة التربوية أو تصرفات الأساتذة … وعادة ما تكون سجلا للإخبار و البوح و العفة، أو القذف و الشتيمة والبذاءة التي شكلت حيطان و المدارس و المراحيض و الدروب… أرضيتها التدوينية. إنها أداة فاعلة للإفراج عن مخزون تعبيري ضاغط على مخيلة التلاميذ تتم ترجمته إلى علامات كتابية على صفحة الطاولة المدرسية التي يجلسون عليها، أو صفحة أيّما حائط يمرون، قصدا أو مصادفة، بمحاذاته. وغالبا ما تكون تلك الكتابات أو الرسوم… حاملة لدلالات بليغة وإيحائية تحتاج بحثا لسانيا و سيميولوجيا و نقديا، و ثقافيا بعامة. إنها اقتصاد تعبيري وقع العزوف عن استثماره بما فيه الكفاية نتيجة التسفيه القبلي لمنتجيه و منعشيه.

ولذلك أعتقد أنه من الضروري النظر إلى هذه الظاهرة باعتبارها خلقا وإبداعا، قد يكون عن وعي أو عن غير وعي، ولكن مسؤوليتنا تقتضي التعامل معها بوعي وبعين ناقدة؛ بحيث لا ننظر إلى اللغة بوصفها وسيلة مجردة يمكن فصلها عن سياقها الاجتماعي والثقافي والتاريخي والنفسي…

ومن أسباب ظاهرة الكتابة على الجدران نذكر على سبيل المثال لا الحصر:

1 ـ الأسباب النفسية:

ترتبط هذه الأسباب بالتغيرات التي يعرفها التلميذ ـ المراهق في نموه الانفعالي الذي يشكل مصدر قلق بالنسبة إليه، ولذلك يلتجأ إلى الجدران الذي يعدها بمثابة فضاء للراحة، والكتابة كوسيلة لتفريغ مكبوتاته وللتعبير عن مواقفه تجاه ذاته او تجاه الآخرين وقد يخرج خلالها على المبادئ المحددة للسلوك في المجتمع. ويتميز النمو الاتفعالي للتلميذ ـ المراهق في هذه المرحلة العمرية بجملة من الخصائص مثل الإحباط والتوتر والحساسية المفرطة والتردد في اتخاذ القرار والميل إلى الجنس الآخر… ولذلك فالكتابة على الجدران من هذه الزاوية هي نتيجة لحرمان التلميذ من إشباع حاجاته الأساسية من أمن ومحبة وتقدير وحرية ونجاح وسلطة ضابطة(مادية ومعنوية) ويمكن تبين ذلك من خلال بعض الكتابات الحائطية الدالة التي يعبر التلميذ من خلالها عن ألمه النفسي. و مثال ذلك:

ـ المؤسسة سجن.

ـ هل المؤسسة فضاء للحرية؟

ـ يعيش التلميذ في المؤسسة حالة مزرية، لهذا يجب الاهتمام به حتى يعيش في أمان.

2 ـ الأسباب البيئية الأسرية:

الأسرة هي المؤسسة الأولى والأساسية من المؤسسات الاجتماعية المسؤولة عن إعداد التلميذ للتفاعل المجتمي وللدخول إلى المؤسسات التعليمية بروح مشبعة من خلال ما يتوفر له من أجواء النمو السليم جسديا وفكريا وعاطفيا وسلوكيا.ويتوقف أثر الأسرة في مسألة التطبيع الاجتماعي على أمور عدة منها: وضعها الاجتماعي والاقتصادي، والمستوى الثقافي، وجوها العاطفي المرتبط بكيفية معاملة الوالدين للتلميذ ـ المراهق ومعاملة الوالدين بعضهما لبعض وما يقوم بين الإخوة والأخوات من تنافس… وبالجملة فكلما كانت التنشئة الاجتماعية ملائمة كان التلميذ ـ المراهق سليما والعكس صحيح. وإذا حدث هذا اللاتوازن اتجه التلميذ إلى جدران المؤسسة التعليمية لتفريغ مواقفه وعواطفه.

3 ـ الأسباب الاجتماعية:

يعد فضاء المؤسسة مكانا لتوسيع الدائرة التواصلية للتلميذ، حيث يلتقي داخله بوافدين جدد من الرفاق والأصدقاء، ويصطدم بسلطات جديدة: سلطة الحراس العامين والمدير والأستاذ….ويتأثر التلميذ في هذا المستوى(التأهيلي الثانوي) تأثيرا واضحا بالثانوية حيث تقدم له مناهج جديدة في التربية والأخلاق…وهنا قد يجد التلميذ صعوبة في التأقلم مع هذا الجو أو المناخ الجديد الذي قد يعود الى عدة أسباب:

ـ خلل في منهجية التدريس

ـ عدم مراعاة الأستاذ للفروق بين التلاميذ: على المستوى النفسي، والاجتماعي، والصحي…. وما يترتب عنها من مشكلات انضباطية.

ـ صعوبة المادة الدراسية لبعض التلاميذ وسهولتها للبعض الآخر.

وهذا ما يجعل التلميذ يعيش في دوامة من القلق والاضطراب النفسين الشيء الذي يؤدي به إلى كبت الروح الانتقامية في أعماقه، ومن تم يتخذ الكتابة على الجدران وخاصة جدران الأقسام للتعبير بعبارات قاسية مثل:

ـ نجاح التلميذ في الامتحان رهين بموضوعية الأستاذ.

والمقصود هنا بطبيعة الحال النزاهة في التصحيح؛ إذ عادة ما يحاول التلميذ الذي لم يحصل على معدل يرضي طموحاته إلى تبرير إخفاقه باتهام الأستاذ بعدم الموضوعية في التصحيح وتكثر الاحتجاجات خاصة في تصحيح الفروض.

4 ـ الأسباب الاقتصادية:

من الطبيعي أن يحقق الوضع الاقتصادي المتوازن نوعا من التوازن النفسي للتلميذ وخصوصا في هذه المرحلة الحرجة، أما الغنى الفاحش أو الفقر المدقع فغالبا ما يؤديا به إلى الانحراف. ومن الحقائق الثابتة في التاريخ أن للفقر نتائج سلبية على فكر الإنسان وعواطفه وإرادته… وقد اكد ابن خلدون في المقدمة على أهمية عوامل مختلفة في تكوين شخصية الفرد منها طبيعة الغداء والجو….ومن التعابير المعبرة عن الحرمان المادي ما وجدناه مكتوبا على جدار بعض المؤسسات التعليمية:

ـ إلى متى هذا الحرمان؟

ـ كيف ندرس ونحن في فقر وتهميش؟

ـ ما ذنب الفقراء؟

ـ كاد الفقر أن يكون كفرا.

5 ـ الأسباب السياسية:

من حقائق التاريخ أن الأمم تتأثر بالسياسات السائدة فيها ، وفي مجال المؤسسة يلتجئ التلميذ إلى الكتابة على الجدران متى أحس أنه لا يستطيع التعبير عن أرائه بحرية. وقد طغت العبارت التي تحمل شحنات سياسية على الكتابات التي نجدها في المؤسسات بشكل متساوي مع العبارات العاطفية والجنسية. ومن هذه العبارات:

ـ الأمازيغ طبقة مهمشة في المجتمع.

ـ الأمازيغية في خطر.

ـ أن أموت دفاعا عن فكرة خير من أن أموت على فراش المرض.

ـ الأمازيغ أبطال والتاريخ يدلنا على ذلك.

ـ الحب حلال وليس حرام…

وبهذا تكون هذه الكتابات تعبيرا فنيا ذا طبيعة إديولوجية لأنها تعبر عن الهامش والصامت والمكبوت في المجتمع

ـ بعض طرق العلاج:

ـ التأكيد على البعد التربوي في معالجة الظاهرة بدل الطرق العقابية والزجرية لأن دور هذه المؤسسات تربوي بالدرجة الأولى . فبإمكاننا أن نبقي على الرسم على الجدران و لكن تحت إشراف و تنسيق من مختصين يقومون بصقل مواهب المتعلمين: الخط، أو الرسم…وقد نتركهم يختارون الألوان والرسوم والكتابات…التي يحبون أن تزين بها جدران مؤسستهم. وبمثل هذا السلوك يستفيد الجميع: التلاميذ من ناحية الحرية التي منحت لهم للتعبير والاختيار والمشاركة، والمؤسسة(المجتمع) من خلال تهذيب بعض سلوكات المتعلمين مثل الكتابة على الجدران.

ـ ألاّ ننظر إلى هذه الظاهرة نظرة سلبية فقط ، ونجتهد في الكشف عن وجهها الإيجابي لأنها تعبير لا شعوري عن طاقات نفسية كامنة، وربما كانت تمثل رسائل رمزية للمجتمع للفت الانتباه إلى مواهب وإمكانيات موجودة لديهم أو مشاكل غفلت عنها المؤسسات والمنظمات الاجتماعية.

ـ تخصيص فترات للمتعلمين خلال الموسم الدراسي للتعبير بكل حرية عن كل مشاعرهم وطموحاتهم وتظلماتهم… على شكل جداريات أو على شكل لوحات فنية أو خلال حصص التربية الفنية وحثهم على التعبير عما يجول في خواطرهم.

ـ عقد ورشات تربوية تهدف إلى تحسيس المتعلمين بقيمة البعد الجمالي لتعزيز الاتجاه الإيجابي. و التحسيس بالآثار السلبية لبعض الكتابات التي تحمل عبارات فيها قذف للآخرين: أساتذة أو تلاميذ…

وخلاصة القول : إن ظاهرة الكتابة على الجدران التي تعرفها مؤسساتنا التعليمية هي شكل من أشكال الاحتجاج على الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية… وقد تطورت هذه الظاهرة بفضل انتشار استخدام الإنترنيت حيث أصبحت المدونات الإلكترونية تنافس الكتابة على الجدران إذ تم الانتقال من الجدار الواقعي إلى الجدار الافتراضي في الفيس بوك . وهذا الأمر يحتاج دراسات مستفيضة تجمع بين تخصصات معرفية مختلفة من لسانيات وفلسفة وسيكولوجيا وسوسيولوجيا…. قصد فهم عميق للإشكالات التي يتخبط فيها تلاميذ السلك الثانوي خاصة والتلميذ المغربي عامة، و البحث عن حلول تساعد على تحسين وضعيته بشكل يجعله قادرا على المحاججة والتحليل، ويتمسك بالمثل والاستعداد الدائم للمناقشة. وبذلك يتم إعداد تلميذ قادر على ولوج التعليم العالي والاندماج في المجتمع.

*عضو بمختبر العلوم المعرفية

كلية الآداب، ظهر المهراز ، فاس

https://www.hespress.com

mardi 7 décembre 2021

تونس مختبر جيد لتجارب الحكم

 



تونس المختبر الجيد للتجارب السياسية:

لا يمكن فهم ما حدث وما يحدث في تونس من وجهة علم الاجتماع السياسي خارج إطار المختبر الجيد للتجارب السياسية، نذكر اهم تلك التجارب التي حصلت في هذا المختبر:

اولا، تجربة "هئة بن عاشور" التي تكونت الأيام الأولى للثورة ولا نعلم الفاعل الرئيسي في تأسيسها ومعايير اختيار تركيبتها.... 

ثانيا، تجربة حكم من عاشوا القمع والاضطهاد(تجربة ضحية الامس يحكم اليوم)...

ثالثا، تجربة "التكنوقراط" التي قدمت على اساس كفاءات ليس لها اغراض سياسية...

رابعا، تجربة حكم المشيطن والمشيطن المضاد (حكومة النداء والنهضة)....

خامسا، حكومة الأحزاب المساندة للثورة والمحاربة الفساد (حكومة اليأس الفخفاف)...

سادسا، حكومة الإداريين، هذه الفئة التي تم تهميشها في كل التجارب السابقة (قبل الثورة وبعدها) فئة مناط على عهدتها تنفيذ قرارات وتعليمات أهل السياسة... ستصبح اليوم  صاحبة القرار... تجربة عاشتها البلاد في ظروف حرجة تمر بها البلاد، 

وسابعا، تجربة حكم تجسد شعار "الشعب يريد"، تجربة التصدي للمنظومة بل للمنظومات السابقة بمختلف أشكالها، تجربة محاربة الموازي او ما يعبر عنه ميشال كروزييه باللاشكلي ولكن بنفس الآليات اللاشكلية (على الأقل في مرحلتها الأولى التي نعايشها)  


وقد تكون التجربة القادمة هي تجربة حكم الخبراء والمحللين والكرونيكورات التي تحولت إلى قوة فاعلة تهيمن على المشهد لاعلامي والسياسي ومن المنتظر ان تحتل مواقع سياسية هامة ووو  

 Sami Nasr sociologue

التطبيع مع المرفوض بين الوهم والحقيقة

  التطبيع مع المرفوض مقولة وهمية لا يمكن للشعوب التطبيع مع ما ترفضه مهما كانت قوة المرفوض ومهما كانت درجة ضعف الرافض... كثيرا ما يفسر السكوت...