ظاهرة
العزوف عن الانتخابات
الأسباب
والمخاطر
ظاهرة العزوف عن الشأن العام:
ü
قبل الثورة، بلغت نسبة العزوف لدى الشباب والنساء الـ 80%،
ü
بعد الثورة، تغيّر كلي = لم تتجاوز نسبة العزوف الـ 13%، الشأن
العام أصبح مجال اهتمام كل الفئات الاجتماعية،
ü
اليوم، عودة لما قبل الثورة... نسبة العزوف في حدود الـ75%.
نستنتج من هذا التقلّب
جملة من الملاحظات:
ü
العزوف ليس بظاهرة الاجتماعية المستقرّة،
ü
ظاهرة يمكن التحكّم فيها،
ü
ليست من الظواهر التي يصعب حلّها.
الأسباب السوسيولوجية للعزوف:
يمكن الحديث عن ثلاثة (03)
أصناف من الأسباب المتزامنة:
Ø
أسباب منتظرة = مخلفات لإفرازات طبيعية لمرحلة ما بعد الثورة أو
لانتفاضة كبيرة،
Ø
أسباب مرضية = إفراز لممارسات وتوجهات سياسية خاطئة،
Ø
أسباب ممنهجة مستهدفة مقصودة.
-I- أسباب منتظرة: من مخلفات أي ثورة أو انتفاضة:
ü
حالة الأنومي Anomie بالمفهوم
الدوركايمي،
ü
كل ثورة ترافقها أزمات متعددة: اقتصادية+ اجتماعية+
سياسية+ أخلاقية (قيميّة)...
أكدت جل
الدراسات في علم الاجتماع السياسي أن المجتمعات التي قامت بثورات عاشت هذه
الأزمات.
-II- الأسباب المرضية = إفراز
لممارسات وتوجهات سياسية خاطئة:
v
على المستوى السياسي، عدم تحضير المجتمع لتقبّل والاستعداد لتقبّل تلك
الأزمات، بل على العكس من ذلك، فكل الأحزاب إن لم نقل كلها ساهمت بشكل مباشر في:
ü
نشر ثقافة الوهم خاصة مع الحملات الانتخابية،
ü
نشر الشيطنة والشيطنة المضادة،
ü
نشر ثقافة "تو تو" = عادة الجيل الذي يقوم
بالثورة يجني الأزمات والأجيال القادمة تجني الثمار...
v
على مستوى المجتمع المدني، هنا نتحدّث عن:
ü
ظاهرة الجمعيات الوهمية،
ü
ظاهرة الجمعيات "المتحزبة"،
ü
وظاهرة شيطنة الجمعيات والتعميم...
كل ذلك جعل الجمعيات عاجزة
أو تجد صعوبة في العمل وفي القيام بالدور المناط على عهدتها وفي تغيير العقليات
السلبية.
v
على مستوى النخب، الدور السلبي للنخب التونسية، من الضروري الإشارة إلى الدور السلبي الذي لعبته النخب الفكرية والسياسية
التي كانت شعبوية أكثر من اللازم فعوض اضطلاعها بقيادة المجتمع وتهيئته نفسانيا
واجتماعيّا لتقبّل الأزمة الاقتصادية والسياسية التي ترافق كل الثورات تجاهلت كل
ذلك وانغمست في العمل السياسي وقبلت لعب الدور الرئيسي في تصفية الحسابات السياسية
وتحقيق المصالح الضيّقة لبعض المتنفذين من رجال الأعمال.
v
على المستوى الإعلامي: ساهم
الإعلام بشكل كبير في خلق أزمة الثقة وتغذية الخلافات والانشقاقات....
كل ذلك خلق وساهم في بروز ثقافات فرعية مدمرة
للشعب التونسي بمختلف فئاته، نذكر منها:
ü
ثقافة اليأس،
ü
ثقافة الإحباط،
ü
ثقافة الألم،
ü
ثقافة التشكي والتباكي...
المرأة التونسية تعيش أزمات متعددة:
من جهة أولى، هي جزء من المجتمع، أصابها ما أصاب بقية أفراد المجتمع،
ومن جهة ثانية، تفاقم الإحساس بالتهميش والإقصاء وخاصة التوظيف السياسي:
ü
في الحملات الانتخابية،
ü
في التحركات الاحتجاجية والمطلبية.
ومن جهة ثالثة، تعمّد إبعادها عن المواقع الرئيسية المتعلّقة بأخذ القرار أو التأثير على
الرأي العام مثل:
ü
البرامج الحوارية وخاصة السياسية،
ü
الوزارات، ورئاسة الحكومة
ü
السلط العليا في المؤسسات العمومية PDG
ü
رئاسة الأحزاب السياسية...
-III- أسباب ممنهجة مستهدفة مقصودة:
ü
تقارير وإحصائيات تثير أكثر من سؤال، وساهمت بشكل كبير
في تدمير الشعب التونسي بمختلف فئاته...
ü
بعض الأحزاب من مصالحها خلق وتغذية العزوف عن الشأن
العام وخاصة الانتخابات لضمان إعادة إنتاج النتائج السابقة = خلق ناخبين على
المقاس.
الخطر الحقيقي يكمن في
إعادة إنتاج التموقعات السياسية السابقة،
فمن كان سعيدا بنتائج
الانتخابات السابقة وما بعد الانتخابات فعليه بلعبة تكريس عقلية العزوف حتى يبقى
الحال على ما هو عليه،
ومن يريد عكس ذلك بتكسير هذا
العزوف.
سامي نصر
دكنور في علم الاجتماع